عند الطلاق، يحق للمرأة الحصول على حقوق معينة تُطلق عليها اسم "عدة". هذه الفترة الزمنية مهمة شرعاً لحفظ حقوق المرأة وحماية الأعراض وتحديد حالة الحمل إنْ كان هناك حمل. تعدّدت الآراء الفقهية حول مدة العدة، ولكن يُجمع الفقهاء على أنها تتراوح بين ثلاث حيضات بالنسبة للنساء القادرات على الحيض، وثلاثين يوماً بالنسبة للنساء المستحاضات أو اللواتي تجاوزن سن اليأس. أما من كانت عاقراً فلا عدّة لها شرعاً.
في الإسلام، تشكل فترة العدة فرصة لتهدئة النفوس بعد الانفصال، واستعادة الاستقرار العقلي والعاطفي لكلا الزوجين. خلال تلك الفترة، يمنع القانون الإسلامي الزواج بالمرأة المطلقَة حتى تنتهي منها؛ تقديساً للدماء والأرحام وترسيخاً لقيم الاحترام المتبادل ضمن العلاقات الأسرية. بالإضافة إلى ذلك، توفر عدة المطلقة فرصة لتأكيد خلو البطن من نطفة قد تؤدي إلى ولادة طفل غير معروف النسب.
إن فهم طبيعة عدة المطلقة أمر ضروري لكل مسلم ولكنه يتطلب دراسة متأنية للأحكام الشرعية المرتبطة بها. فهي ليست مجرد مسألة حسابية زمنية وإنما تمثل جزءاً أساسياً من منظومة التشريع الإسلامي الأخلاقي والإجتماعي الحكيم.