كان الخليفة هارون الرشيد، أحد أشهر حكام الدولة الأموية، معروفاً بحبه للعلم والمعرفة. كان لديه تقدير عميق للعلماء والمفكرين الذين كانوا يشكلون أساس الثقافة الإسلامية الغنية. لم يكن فقط يدعم التعليم رعايةً للمجتمع، بل أيضاً كان مستمعاً بارعاً وقابلاً للحوارات الفكرية التي كانوا يقدمونها له.
في عهد هارون الرشيد، شهدت بغداد نهضة علمية كبيرة بسبب تعزيزه للبحث العلمي والفلسفة. قام بتأليف مكتبة واسعة تضم أعمال العديد من الكتاب والعقلاء، ومن هذه المكتبات التي افتتحها "بيت الحكمة". هنا، اجتمع علماء مختلف المجالات مثل الطب, الرياضيات, الفلك, واللغة العربية لتبادل الأفكار والأبحاث.
إحدى القصص الشهيرة تتحدث عن كيفية اكتشافه لعالم رياضيات شاب يُدعى محمد بن موسى الخوارزمي. خلال إحدى زياراته لدار العلوم، التقاه هارون وعجب بموهبته في حل المشاكل المعقدة المتعلقة بالرياضيات. بناءً على هذا اللقاء، أمر بإعطائه الدعم اللازم ليواصل عمله البحثي ويطور نظرياته. اليوم، ما زالت أسس نظرية الأعداد التي وضعها الخوارزمي تُدرس في المدارس حول العالم.
هذه ليست سوى قصة واحدة من بين الكثير منها بين هارون الرشيد وكوكبة من العلماء الذين أثروا الحياة الفكرية والثقافية للإسلام والعالم بشكل عام في ذلك الوقت. ترك خلفه إرثاً حافلاً بالإنجازات العلمية والفكر الإنساني الذي يستمر التأثير حتى يومنا هذا.