الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نافلة الفجر، أو ركعتا الفجر، هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أهم السنن الرواتب. روى أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتين". ومعنى ذلك أن لا صلاة نافلة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر.
تُصلى نافلة الفجر قبل أذان الفجر، أي بعد أذان الفجر الأول (الذي يُسمى أذان الفجر الأول أو أذان الصبح). يُستحب أن تكون هذه الركعتان خفيفتين، ويمكن قراءة سورة "قل يا أيها الكافرون" في الأولى و"قل هو الله أحد" في الثانية. بعد الانتهاء من الركعتين، يُستحب الاضطجاع على الشق الأيمن حتى أذان الفجر الثاني.
بعد أداء صلاة الفجر، يُستحب الجلوس في مصلى الصلاة والتذكر والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن الكريم حتى شروق الشمس. ثم يُستحب صلاة ركعتين بعد شروق الشمس، حيث يُكتب للمصلي أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، كما ورد في الحديث الذي رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه.
ومن المهم التنبيه إلى أن التنفل بين أذان الفجر الثاني وشروق الشمس هو سنة مؤكدة، أما بعد شروق الشمس فالنوافل غير مستحبة حتى تطلع الشمس قدر رمح، وهو ما يقارب ربع ساعة تقريبًا.
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لأداء هذه السنن والنافلة، وأن يجعلنا من المحافظين عليها. والله أعلم.