فوائد الصبر على الابتلاء

إن الصبر على الابتلاء هو أحد أهم الفضائل التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف. فالابتلاء جزء لا مفر منه في حياة كل مؤمن، وهو اختبار لقوة إيمان المرء و

إن الصبر على الابتلاء هو أحد أهم الفضائل التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف. فالابتلاء جزء لا مفر منه في حياة كل مؤمن، وهو اختبار لقوة إيمان المرء واحتماله لما قسمه الله له. وقد وعد الله عز وجل الصابرين بثمار عظيمة في الدنيا والآخرة. إليكم بعض هذه الثمرات العظيمة:

  1. عوض الله الكريم: عندما يصبر الإنسان على مصابه، فقد تكون بداية للعطاء الجزيل من عند رب العالمين. فكما ذكر القرآن الكريم "وأما بنعمة ربك فحدث"، هناك الكثير من القصص والأمثلة لأناس فقراء صبروا واحتسبوا فسوددهم الله بالأرزاق الوافرة والنعماء الكبيرة. وكذلك الأمر بالنسبة للأمراض وغيرها من المصائب، فالله قادر أن يبدل الضيق بسعة وأن يشفي المرض بإذن الله برحمته الواسعة.
  1. التقرب إلى الله: يعد الصبر بمثابة طريق للتطهير الروحي والقرب من الخالق سبحانه وتعالى. فهو يكسب المسلم المزيد من الطاعات والإقبال عليها بشكل متزايد مما يؤدي لانشراح صدره وتوسيع قلبه نحو التدين والعزة النفسية. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «... وإذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبوه».
  1. حب الآخرين والتقدير الاجتماعي: ثبت علميًا وجهيًا أنه إذا مر شخص بصعوبات وظروف صعبة وصبر وثابر فعادة ما يجذب التعاطف والحب تجاهه من المجتمع المحيط به. وهذا ليس فقط بسبب مشاعر تعاطفية عامة بل أيضًا لأنهم يرون فيه مثالا يحتذى ويستلهمون منه قوة التحمل والاستمرار رغم الظروف القاسية.
  1. رحمة الرب ونوالاته: للصابرين موضع خاص ومفضل لدى الرحمن الرحيم. فهيئة التشريع الإلهي تضمن ذلك حين أكدت بأن أولئك الذين يستكينون لحكم القدر ويتحلون بالحلم هم محل البركات والمغفرة الدائمة وفق قوله تعالى: "وبشر الصابرين". كما تبشر آيات أخرى بمكانتهم الخاصة أمام ملكوت السموات والأرض قائلة:"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة".
  1. محو الخطايا والكفارات: فضيلة أخرى جميلة تتمثل في تزكية الأحكام البشرية الناجمة عن ارتکائنا لمبدأ الصبر وحسن التعامل معه حسب فهمنا المتكامل للإسلام. إذ يمكن اعتبار هذا النوع الأخير نوعا من أنواع التأليف بين القلب والجسد ضد الشرور الداخلية والخارجية وبالتالي الحصول علي تكريم روحية عالية تؤهل صاحبها للجنة والفردوس الأعلى بحول الجليل وقدرته الذاتية المقدسة.
  1. فورة الفرقان يوم القيامة: لن يشعر أهل الحق بالرهبة والفزع كما سوف يحدث لجنس الانسان عموما خلال ظاهرة نهاية الزمن المعروفة باسم "الفزع الأعظم". وذلك لأنه تم التمهيد سابقاً لتلك اللحظة الاستثنائية عبر العديد من الاختبارات والمعاناة التي أثبت فيها اصحاب اليقين اجتهادهم وتمسكهم بهدفه ثابت نصب أعينهم دوماً. لذلك فان النتيجة النهائية ستكون شفاء واستقرار داخلي مستدام ابداً وابداً امتنانا لشدة الاحزان والسهاد أثناء الطريق تحت حكم العدل المطلق لملك المللكوت واحد رب العالمين جل وعلى سلطان الغفار الغالب .
  1. مضاعفة المكافأة والثواب : أخيرا وليس آخرا ، يتميز المدافعون عن عقائد ايمانية راسخة بتحقق مكاسب مادية ومعنوية هائلة ضاربين بذلك المثل الاعلى فى تفانيهم وطموحاتهم النقية وبالتالي تتوج مساعيهم بتقديم عطايا سماوية عظيمة بما فيها زيادة أجور أعمالهم عشر مرات مقابل جريمتها الأولى كما ورد في كتاب العزيز:{اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويلابسون ما يقدرونه}.

الفقيه أبو محمد

17997 ブログ 投稿

コメント