في الإسلام، يُعتبر بر الوالدين من أهم القيم وأعظم الفرائض، وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. ففي الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، فأجابه: "الصلاة على وقتها"، ثم سأل مرة أخرى، فأجابه: "بر الوالدين"، ثم سأل ثالثاً، فأجابه: "الجهاد في سبيل الله". وهذا يدل على مكانة بر الوالدين في الإسلام.
كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين، حيث قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً"، ثم ذكر الإشراك بالله وعقوق الوالدين. وفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة". وهذا يدل على خطورة عقوق الوالدين وضرورة برهما.
وفي حديث آخر، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا سعيد رضي الله عنه بتقوى الله وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله. كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة في أول وقتها، حيث قال: "الصلاة في أول وقتها"، مما يدل على فضل الصلاة في أول الوقت.
وفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه". وهذا يدل على أهمية بر الوالدين حتى بعد موتهما.
وبالتالي، فإن بر الوالدين هو من أعظم الفرائض في الإسلام، ويجب على المسلم أن يبر والديه ويحسن إليهما قدر المستطاع، امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.