تعتبر قراءات القرآن الكريم إحدى أهم مظاهر الثراء الثقافي والتاريخي للإسلام. هذه القراءات ليست مجرد طرق مختلفة لتلاوة النصوص المقدسة؛ بل هي تراث جليل نقلته الأجيال عبر الزمن بروح عالية من الدقة والحفاظ على التقليد. هناك عشرة قراءات معترف بها رسمياً باعتبارها "صحيحة" لأنها تواترت وتوارثتها الأجيال بطريقة سلسلة ومتصلة بالسند إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه القراءات العشر تشكل أساساً مهماً لتعليم وتعلم التجويد والقراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
القراء العشرة وأسماؤهم
- نافع المدني: أحد أشهر القراء في الإسلام، له رواة هما قالون وورش.
- ابن كثير المكّي: له رواة البزيّ وقنبَلْ.
- أبو عمرو الزُبَيْري: روايا الدوري والسوسي.
- ابن عامر الشامي: رواته هِشَـَـَامٌ وَابْنُ ذُكْوَانَ.
- عاصم الكوفي: وروايته تتبع شعبة والكوفِيَّين وعَبَّاسٍ الدِّوريِّ وكذلك حفص بن سليمان اليَزيدي.
- حمزة الزيات: خلاد وخلف رثاهما عنهما أحدهما خِلاد بن خَلاَد والصغير الثاني شيخٌ كبير يُسمى بخلوف بن هشام الأعرابي والذي كان معروفًا باسم البزاز نسبة لمهنته كعامل في تجارة الأقمشة والفرائض وغيرها مما يعطي التفاصيل حول ديانات قدماء العرب قبل ظهور الاسلام وبعده ايضا حسب بعض التأويلات العربية القديمة .
- الخَساسي : ابوبكر ويعرف أيضًا بأنه ابوالحارث والحافظ الدوري أيضا ويعد هذا الأخير الأكثر شهرة ضمن الاثنين ؛ بسبب ارتباط اسمه ارتباط وثيق جدا بمدرسة أهل الحديث داخل العراق خصوصا وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل عام وبالتالي فهو نموذج للتلامذة الذين تم تتميز مدرستهم بقدرتهم الفائقة على الحفاظ واسترجاع كافة تفاصيل التعليق المدرسي منذ انطلاقته الاولى وكان لذلك اثر فعال للغاية لدى علماء الدين بالمراحل التالية .
- ابوجعفروزيد القعقاعي : عيسى ورقبة رجلين شهيران لكن الأخيرة خاصة أكثر جديرة بالإشارة والدراسة لما لها دور بارز ومتميز فيما يسمى بالنقد الأدبي القديم عند المسلمين القدماء والذي يعد جزء رئيسي من الدراسات المستمدة مباشرة من تعاليم آل البيت عليهم السلام . كما يؤكد ان امكانية دراسته مستمرة حاليا رغم مرور قرون عديدة عليها بإعتباره مرجع أساسي لأصول علم اللغة العربية وفلسفتها التاريخيه . 9- ياسرالنجم وهوالحضرمي وذلك وفق ماذكره لنا الاديب احمد حسن الزيات فى كتاب(تاريخ ادب العرب).
وقد أتاحت كل واحدة من تلك الطرق الفرصة للقُراء للاستمتاع بتنوع أصوات مختلفة أثناء تلواهم للنص الديني وهذا بدوره أدى لإعطاء فرصة اكبر ليتماهى العامة مع الجانب الجمالي لهذه الفكرة الجديدة نسبيا بالنسبة لعصر الصحابه رضوان الله تعالى عليهم اجمعين وان كانت اساسيات الترتيل محفوظه لديهم وقد تغنى البعض منهم بذلك مثل الامام الاعظم أحمد بن عبد الله بن حنبل الشيباني رحمه الله رحمه واسعة عندما قام بشرح سبب اهميتها قائلا:"إن فيه سماع الموسيقى وأناس لهم شحن قلوبهم بالحسنى." ولعل اقرب مثال يمكن الاستشهاد به هنا هو وصف شخصيتين مختلفتين ولكن مرتبطتين ارتباط مباشر بالقارئ الشهير "نسي". إذ ذكر المؤرخ العربي الكبير الشيخ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المقري أنه سمع قصة مؤثرة للأعمى المعروف آنذاك بابن سيعد ، وكان برفقه رجل آخر يدعى عمر مولاي العبدري فتحدثا سوياً بصوت عال أمام الجمع الغفير الذي حضر جلسةدرس قرآنيه ضمت مجموعة كبيرة ممن اهتموا بهذا العلم وقت ذاك فقال ابن السباع حين استمع لتلاوته :"لقد بلغ الغاية القصوى!" بينما وصمه الرجل الآخر بأن لديه صوت يشبه صوت طائر الجن". ومن الجديربالذكر ان لكل مرحلة تاريخية تحديثاتها الخاصة فيها وتمسك الناس فيها بطرق جديدة لحماية نسخ المصاحف المختلفة سواء كتبت بالخطاطه المغربية كما جاء توصيات كتب فضيلة مفتي الجمهورية المصرية رقم ٢٤٦لسنه ١٩٧٥ ميلادية وطبعه مطبعة دارالفكر سنة١٩٨٨ميلادي وايضا اتجه البعض نحو الطباعة الحديثة بما تحتويه من تطورات ملحوظة خلال القرن الماضي وما قبله لاحقا ولم يكن هناك مانعا شرعا يحظر استخدام الوسائل التعليمية المكتبية مقابل العقوبات والعقاب البدني المرتبط بقضية ضررها وفعاليات التدقيق اليدوي المعتمد سابقا. كانت عملية انتقال معرفتنا بحكم حفظ الكتاب العزيز تمت بناءعلى اسلوب تربوي متحضر فقد اكتفى صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابته بواسطة المشافهة فقط وبذلك أصبح أول مصدرا موثوق بخصوص صدقية تدوين الاحداث المحكية والمكتوبه للعهد النبوي والإسلام مبكراً بالإضافة للحفاظ على تراث دوله الخلافة الأولى والثانية والثالثة ...الخ ....هذه العملية التسلسلية الواضحه ساعدت كثيرا على ترسخ قوة راسخه ومتينة لانسان مصرالعربي وموضحـــة تماما مدى تأثير البيئة الاجتماعية بكل طبقات المجتمع منها اللامحدوديــة وصولا لبسطاء الشعب المصري اينما حلوا وتعايشوا تحت ظل الدولة الأموية فانتشار ثقافة تعلم القرآن كريم حدث نتيجة لشروط واضحة ومعبرة جعلت منه مصدر إلهام ثابت لكل شعوبا مسلمين حتى يومنا الحالي بفضل جهود رجال صالحون مجتهدون احترمو قوانينه وشيوخ دين فرضاو سلطان عزيمة لتحقيق هدف سامٍ سامٍ يصل الى اعلى درجات الحكم الديني العام هذا النوع من الاعتراف بفكرة القراءات العديده اليهالتأكيده علي المبدأ الاساسي لسلوك الطريق الواحدة عالم المعتقد والمعرفة بجانب اشعار احترام لكافة الانتاج الفكري للاندفاع الشعبي العارم تجاه القران الكريم وذلك برغم وجود اختلاف بسيط بشأن اختيار حرف واحد أو اثنان إلا انه حق تستحق الاحترام نظرا للمناسبات الخاصة المستخدمة فيه وغالب الظن سيظل موجود لفترة طويلة أخرى غير محدوده زمنيا نظرا لحرص الجميع داخليا وخارجيا ليضمن حقوق الملكيه الفكريه لهؤلاء الرجال السابقين والعالميين الحاليين والمستقبلين كذلك وكأجر جزيل لمن يستمر بذالك العمل المبارك