في حديث الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، تحمل مكة مكانة فريدة مميزة في الإسلام. فقد أكّد النبي الكريم على حرمة هذه المدينة المباركة قائلاً: "إن مكة حرَّمها اللهُ ولم يُحرِّمْها الناس". وهذا الحرمان الإلهي جعل قتل نفس بريئة أو تخريب أشجارها محرماً تمامًا. ثم دعا المسلمين الذين كانوا يفكرون في قتال رسوله هناك بأن يقولوا لهم أنه أباح القتال لفترة وجيزة فقط أثناء حصار المشركين لمكة. لكن بعد انتهاء تلك الفترة القصيرة، تعود حرمة مكة كاملة مرة أخرى.
كما أعرب النبي عن تقديسه لهذه الأرض المقدسة، حيث قال: "والله! إنك لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ". وهذه التصريحات تؤكد عميق المحبة التي يكنها الإسلام لمكة المكرمة.
وبالنسبة لقيمة الصلاة في مسجدها الحرام، فهي تفوق ألف مرة قيمة الصلاة في أي مسجد آخر حسب الحديث النبوي الشريف. وفي هذا المكان تقام ركنان أساسيان من أركان الإسلام هما الحج والعمرة. هنا يقوم المسلمون بأعمال كثيرة مثل الطواف حول الكعبة والاستلام للحجر الأسود والسعي بين الصفا والمروه، وغيرها الكثير من المناشط الدينية المهمة.
بالإضافة لذلك، فإن مكة هي موطن الكعبة المشرفة التي اقسم عليها الله جل وعلا فقال عز وجل "وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَبْسُوطٍ * وَبَيْتٍ مَبْنِيٍّ". إنها ليست مجرد بناء بل رمز للتوحيد والإخلاص لله الواحد الأحد. كذلك قرن القرآن الكريم مكة بالحرمات الأخرى حين خاطب عباده المؤمنين بقوله:" إِنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا".
أما موقع مكة الجغرافي فهو داخل الجزيرة العربية وبالتحديد بالقرب من سلسلة جبال السراة مما يعطيها جمال طبيعياً خاصاً. تتميز بدرجة حرارتها المرتفعة وجفافها خاصة خلال فصل الصيف والذي تتراوح فيه درجات الحرارة بين الثلاثين والأربعين درجة مئوية.
وتتنوع أسماء هذه المدينة الروحية لتدل على خصوصيتها ومعاني عظمتها التاريخية والدينية. بعض هذه الأسماء تشمل بكّة و البيت الحرام والبيت العتيق وأم القرى والبلد الأمين وأم الرحم وصلاح والقادس والعرش والمقدسة والحاطمة والنّاسّة والبنيّة والكعب وكوثاء والبلدة والنسّاسة.
هذه التفاصيل توضح مكانة مكة المكرمة الخاصة لدى المسلمين عبر تأكيدات مباشرة من أفواه النبي المصطفى وشهادات الكتاب العزيز.