- صاحب المنشور: المنصور العسيري
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الرقمية، بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. ولكن كيف يمكن تقييم أخلاقيات هذا النظام الذي يتعلم ويتطور بناءً على كم هائل من البيانات؟ هذه قضية معقدة تتطلب فهماً عميقاً لكيفية تصميم وبناء نماذج الذكاء الاصطناعي.
### **البيانات كمنظومة قيميّة**
يعتبر "التعليم" العنصر الأساسي في عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي. يتم تغذية الأنظمة بالعديد من الأمثلة والمعلومات التي تشكل قاعدة معرفتها. المشكلة تكمن في طبيعة تلك البيانات: قد تحتوي على تحيزات أو عدم دقة تعكس القيم والممارسات البشرية الموجودة في المجتمع الأصلي لهذه البيانات. بالتالي، إذا كانت البيانات غير عادلة أو متحيزة، فإن النموذج المستند إليها سيكون كذلك أيضاً.
على سبيل المثال، قد يستخدم نموذج ذكاء اصطناعي مصمم للتنبؤ بالأجر المحتمل للموظفين بيانات تاريخية حيث النساء كن يحصلن عادة على رواتب أقل من الرجال بسبب التمييز الجنسي السابق. بدون تعديلات مناسبة، سيستمر هذا النمط السلبي في توقعات الرواتب الجديدة أيضًا مما يؤدي إلى ظلم جديد.
### **الأخلاق وتوجيه التعلم الآلي**
لتجنب مثل هذه الحالات، تحتاج عملية تطوير الذكاء الاصطناعي إلى مراعاة مجموعة دقيقة ومتكاملة من المعايير الأخلاقية أثناء جمع وتحليل واستخدام البيانات. هنا يأتي دور الخبراء والأعراف الاجتماعية والقانونية لتحديد ما هو مقبول وما هو غير ذلك.
بالإضافة لذلك، ينبغي مراقبة أداء النماذج باستمرار واتخاذ إجراءات تصحيحية عند ظهور علامات التحيز أو الانحياز نحو مواقف أو أفكار محددة. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا خاصة عندما يتعلق الأمر بتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة مثل العدالة الجنائية والصحة العامة والتأمين وغيرها الكثير.
### **مسؤوليتنا تجاه مستقبل الذكاء الاصطناعي**
في النهاية، مسؤولية التأكد من كون الذكاء الاصطناعي مفيد ومoral تقع على عاتق الجميع - المصممين والمستخدمين والحكومات والمجتمع بأكمله. يجب العمل بشكل جماعي لإعادة تعريف الحدود بين التقنية والقيم الإنسانية وضمان توافق الأول مع الأخيرة. بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق فوائد حقيقية للبشرية بدون خسائر معنوية وأخلاقية.
عبدالناصر البصري
16577 بلاگ پوسٹس