الحمد لله الذي جعل شهر رمضان فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار، حيث يفتح الله أبواب رحمته ويقبل توبة عباده. الاستغفار في رمضان له فضائل عظيمة، فهو يمحو الخطايا ويفتح أبواب المغفرة والرحمة.
يشرع الاستغفار في كل وقت ممكن، ولكن تحديد وقت معين للعبادة يتعين التوقف فيه على ما ثبت كالسحر وأدبار الصلوات والمساء والصباح حذراً من الوقوع في البدعة الإضافية. ومع ذلك، فإن الاستغفار أثناء انشغال بشيء لا يمنع، فالذكر من دون حضور القلب أولى من عدم الذكر.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر مائة مرة في كل صباح، وكان يقول: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". هذه الصيغة من الاستغفار هي سيد الاستغفار، وهي مستحبة في الصباح والمساء.
في رمضان، يزداد فضل الاستغفار، حيث يكثر الله من المغفرة والرحمة. قال عمر بن عبد العزيز في كتابه إلى الأمصار بمناسبة آخر رمضان: "قولوا كما قال أبوكم آدم: ﴿قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣]، وقولوا كما قال نوح ﵇: ﴿وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: ٤٧]، وقولوا كما قال موسى ﵇: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: ١٦]، وقولوا كما قال ذو النون ﵇: ﴿لًا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧]".
وفي الحديث عن أبي هريرة ﵁ قال: "الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه"، فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل. وعن ابن المنكدر قال: "الصيام جُنَّةٌ من النار ما لم يخرقها، والكلام السئ يخرق هذه الجُنَّة، والاستغفار يرقع ما تخرَّقَ منها".
لذلك، أكثِر من الاستغفار في نهاية صيامك، استغفر الله كثيرًا ترتق ما انفتق من صيامك