التطبيع بين إسرائيل وفلسطين: التحديات والتوقعات السياسية والاقتصادية

يمثل الاتفاق التاريخي الذي تم توقيعه مؤخراً لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة خطوة كبيرة نحو السلام والاستق

- صاحب المنشور: هبة الحساني

ملخص النقاش:

يمثل الاتفاق التاريخي الذي تم توقيعه مؤخراً لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة خطوة كبيرة نحو السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. هذا الاتفاق ليس مجرد حدث سياسي مهم فحسب، بل له تداعيات اقتصادية تشكل مستقبل المنطقة بأكملها.

الجانب السياسي

1. **تحسين العلاقة الإسرائيلية الخليجية**: يفتح الاتفاق الباب أمام تعاون أكبر على المستويين الرسمي والشعبي بين إسرائيل والدول الخليجية الأخرى التي قد تتبع الخطوات نفسها. يمكن لهذه الشراكة الجديدة أن تساعد في حل العديد من القضايا الملحة مثل مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية. 2. **دور فلسطين**: بينما يتبنى بعض الفلسطينيين هذا كخطوة نحو السلام، فإن آخرين ينظرون إليه كتجاهل لقضيتهم. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل الفلسطينية وكيف ستؤثر هذه الخطوة على المفاوضات المستقبلية بشأن حقوق الشعب الفلسطيني. 3. **تأثير إيران**: تؤيد إيران عادة أي تحرك ضد كل ما يعتبر "الإمبريالية الغربية"، وقد تستغل فرصة زعزعة استقرار الوضع الجديد من خلال زيادة دوافع الجماعات المتمردة أو حتى تصعيد مستوى توتراتها مع الدول المشاركة في اتفاق التطبيع. 4. **التأثير العالمي**: إذا نجحت تجربة الإمارات، فقد تواجه دول أخرى ضغوطاً للتواصل أكثر مباشرة مع إسرائيل أيضاً. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيرات عالمية واسعة النطاق فيما يتعلق بالاستراتيجيات الدولية والقوى المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي تحديدًا.

الجوانب الاقتصادية المحتملة

1. **السياحة**: تعدّ السياحة قطاعا رئيسياً للاقتصاد الإماراتي والإسرائيلي أيضا. بمجرد رفع قيود السفر المرتبطة بجائحة كورونا، نتوقع زيادات ملحوظة في عدد الزوار والمستثمرين العقاريين الذين يستفيدون من الفرص المتاحة في البلدين. 2. **التكنولوجيا والأعمال الرقمية**: تتمتع كل من الإمارات وإسرائيل بتقاليد قوية في الابتكار والتطور التقني. هناك فرص هائلة للتعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني وغيرها الكثير مما يعود بالنفع على الجانبين ويضفي مزيدا من الثراء على قطاعي الأعمال المحليَين فيهما. 3. **البنية الأساسية والنقل**: باستثمارات مشتركة وقدرة الصناعة الهندسية لدى الطرفين، يمكن إنشاء مشروعات بنى تحتية عملاقة جديدة تربط بين الرياض وخان يونس وبقية المدن الرئيسية داخل نطاق البلدين وما حولهما - وهو أمر سيكون بلا شك فارقا تاريخيا للسكان المحليِّن وللعلاقات التجارية الأوسع نطاقا بين الجانبين المشتركين ضمن مسار التجارة البريء المنتظر لأقصى حد ممكن حاليًا بناء عليه . وفي النهاية ، رغم وجود تحديات عديدة واحتمالات متعددة لاحتماليتها جميع تلك التحولات الهائلة غير المسبوقة حيال عقود طويلة مضت منذ اختفاء آلام الحرب العالمية الثانية والتي كان لها تأثيرات بعيدة المدى ومباشر كذلك لمختلف الأمور المعروفة اليوم كما هي الحال بالنسبة للعلاقات الأمريكية الأوروبية مثلا؛ إلا أنه تبقى الاحتمالات مفتوحة لما سيؤول به مصير الأحداث قادمًا حين يجتمع حقائق الواقع الدولي الحالي بكل تفاصيله المختلفة تحت سقف واحد موحد جديد تمام المنطلقاته مختلفة جذريًا عما سبقه عبر التاريخ الحديث والمعاصر أيضًا!

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات