التدخين، عادة مدمرة ومعروفة منذ قرون، لها آثار ضارة عديدة تطال مختلف جوانب جسم الإنسان، بما فيها الجهاز العصبي المركزي. هذا الأخير يعد مركز التحكم الرئيسي للجسم وهو المسؤول عن تنظيم الوظائف الحيوية مثل التنفس والتوازن والشعور والأداء الإدراكي. ومن ثم فإن تأثير التدخين عليه يمكن أن يكون كارثيًا ويدمر الجوانب المختلفة للحياة اليومية.
يحتوي دخان السجائر على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها ما يقارب 69 مادة مسرطنة معروفة. هذه المواد الكيميائية قادرة على اختراق الدماغ والنخاع الشوكي عبر الدم، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات الضارة على الجهاز العصبي.
على مستوى الدماغ نفسه، يرتبط التدخين بانخفاض تدفق الدم إلى مناطق معينة، وهذا قد يؤثر سلباً على وظيفة الذاكرة والإدراك. كما أنه يحفز إنتاج مواد كيميائية تسمى "الجذور الحرة"، والتي تلعب دوراً رئيسياً في عملية الشيخوخة وتلف الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتدخين أيضًا تحفيز إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يعرض مستخدميه لخطر الاكتئاب والقلق والمزيد من الأمراض النفسية الأخرى.
وفيما يتعلق بالنظام العصبي الطرفي، فإن التعرض طويل المدى لدخان السجائر قد يؤدي لتغيرات حساسية الأعصاب التي توصل النبضات الكهربائية حول الجسم. هذا الأمر غالبًا ما ينتج عنه حالة تعرف باسم اعتلال الأعصاب الطرفية، وهي حالة تتميز بخدر وخدر ووخز في اليدين والقدمين وأجزاء أخرى من الجسم.
بالإضافة لذلك، يساهم النيكوتين - أحد أهم المكونات الموجودة في دخان السجائر - بتوسيع الشرايين الصغيرة داخل المخ، مما يتسبب في زيادة ضغط الدم المؤقت وبالتالي رفع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية لدى المدخنين مقارنة بالأشخاص غير المدخنين.
أخيراً وليس آخراً، يشكل التدخين خطراً مباشراً على الصحة القلبية والدورة الدموية بسبب احتوائه على أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الغازات السامة. حيث تعمل هذه المواد مجتمعةً على تضيق الأوعية الدموية وتعوق قدرتها على تغذية خلايا الدماغ بالكميات اللازمة للأوكسيجين والغذاء المناسب لها مما يضع عبئا ثقيلاً عليها وقد يتطور الأمر ليصبح مشاكل صحية حقيقية تهدد الحياة نفسها.
لذلك، يجب إدراك مدى الخطورة المرتبطة بالتدخين واستهداف القضاء على تلك العادة الصحية الدنيئة بكل الوسائل المتاحة لنا سواء كانت تعليمية أم تشريعية أم حتى دينية لأن الإسلام نهانا عنها لما فيه خير وصحة الفرد والجماعة بإذن الله تعالى.