التاريخ المضني لسقوط الأندلس وحضارتها الباهرة

في العام 711 ميلادي، بدأت فصول ملحمة فتح الأندلس تحت راية المسلمين حين قاد الطموح العسكري لطارق بن زياد نحو الضفة الأخرى لنهر جبل طارق - نسبة إليه - ح

في العام 711 ميلادي، بدأت فصول ملحمة فتح الأندلس تحت راية المسلمين حين قاد الطموح العسكري لطارق بن زياد نحو الضفة الأخرى لنهر جبل طارق - نسبة إليه - حملات استعمارية ناجحة انتهت بالاستيلاء على معظم شبه الجزيرة الإيبيرية الواقعة غرب أوروبا. هذه الخطوة الاستراتيجية تبعها تنظيم سياسي جعل المنطقة إحدى الولايات ضمن الدولة الأموية، مما مهد الطريق لبزوغ نهضة هائلة لم تتوقف آثارها عند حدود الثقافة والعلم فحسب وإنما امتدت لتشمل الفن والعمارة أيضًا.

تحولت المدن والأرياف خلال القرن الثامن الميلادي إلى بوتقة تنصهر فيها عناصر مختلفة لإنتاج ثقافة فريدة سميت فيما بعد "الثقافة الأنلومانية" والتي تشكلت بصورة واضحة ومتماسكة بحلول نهاية القرن نفسه. وقد لعب العديد من الشخصيات المؤثرة دورًا بارزًا في دعم هذه النهضة مثل محمد بن عبد الرحمن وخلفائه مثل عبد الرحمن الداخل وهشام الأول وغيرهم ممن تركوا بصمات عميقة داخل المؤسسات الدينية والفكرية الجديدة المتنامية آنذاك.

ومع مرور الوقت وتحولات السلطة الداخلية والخارجية، شهد العالم العربي والإسلامي سقوطَ دولٍ وممالك عدة وظهور أخرى جديدة تعكس حالة الاضطراب السياسي المستمرة. ولم تكن الأندلس محصنة ضد التقلبات الزمنية أيضاً؛ فقد شهدت تحولات مصيرية بداية من سقوط الخلافة الأموية المحلية وانتهاء بتأسيس ما يعرف بعصر ملوك الطوائف الخاص بها والذي دام أكثر من قرن تقريبًا منذ حوالي العام 422 للهجرة الموافق له سنة 1031 ميلادية وما ترتب عليه من تفكك قبلي مناطقي أدى لاستقلال كل تجمع بشخصيته الخاصة مدة طويلة نسبياً مقارنة بالأحداث الجسام الأخرى ذات التأثير الكبير هنا أيضا. ومع ذلك، فإن فترة الاستقرار تلك لم تستطع مقاومة المد الصاعد لقوات الملك كاستيا وخنزرة والقشتالية المسيحية الآخذة بالتمدد شيئا فشيئا باتجاه المناطق المطوقة للبلاد المفتوحة حديثًا سابقًا.

انتهى الأمر بانحسار القوات العربية عن آخر معاقلها الرئيسية وهي المدينة الجنوبية المعروفة اليوم باسم غرناطة وانخراط السلطتين الإسبانيتين فعليّا في عملية تجريبية متعارف عليها لاحقا باسم "الناكسة". وبعد تسليم مفاتيح قلعتبنيتها التاريخيه لعائلة اباسكال, وصل الأمر ذروته بخروج آخر زعيم مسلم معروف بالألقاب الفاخرة كالسلطان أبوعبدالله محمد الثالث الأشرف وذلك رسميًا يوم 2 ينايرعام ١٤٩٢ . بذلك اختتم مسرح الحياة الحمراء صفحاتها الأخير بمولد نظام جديد يقوم أساسُه على الانتماء للدولة الرومانسية المقسمة حديثآ مع مخلفاته المنتشرة جغرافياً لتضم نصف البرتغال حالياً بالإضافة لشريط ضيق يشغل الجزء الأعلى الشرقي لأجزاء اسبانيا الحديثة بينما يندرج الي جانبها مجموعة أصغر حجماً شمال خط الاستواء تسمى بالمغرب ولكن غير مرتبطة مباشرة بالحيز السابق ذكرَه سابقا بشكل مباشر رغم ارتباطهما الوثيق عبر التاريخ المشترَك طويل الامد


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات