تعد عملية تحلل الجسم البشري واحدة من أكثر الظواهر طبيعية وروعة في عالم الأحياء، وهي جزء ضروري من دورة الحياة والموت. خلال هذه العملية المعقدة، يعود الجسم مرة أخرى إلى مكوناته الأصلية، مما يوفر العناصر الغذائية اللازمة للنظم البيئية التي تزدهر حولها. تصنف هذه المراحل عادةً إلى عدة فترات رئيسية يمكن تقسيمها كما يلي:
- مرحلة ما بعد الوفاة (Agonal Period): تبدأ مباشرة بعد التنفس الأخير وتستمر لبضع دقائق فقط. خلال هذا الوقت، يفقد الجسم حرارته بشكل سريع وينقبض قلبه لأول مرة.
- الضمور (Rigor Mortis): تحدث هذه المرحلة بين ساعتين وست ساعات عقب وفاة الفرد. تتقلص عضلات الشخص بسبب انخفاض مستوى الطاقة وانقطاع إمدادات الأكسجين.
- التحلل الثانوي (Secondary Decomposition): هنا، يتمتع الجراثيم الموجودة داخل القناة الهضمية بالفرصة لتفرز إنزيمات تساعد على تفكيك الخلايا والأنسجة الداخلية للجسد. قد يستغرق الأمر أياماً حتى أسابيع حسب الظروف البيئية وظروف الجسم المتوفى.
- تحلل الدفلى (Putrefaction): تعتبر مرحلة التحلل الأكثر وضوحاً عند البشر والحيوانات الأخرى. تبدأ عندما تنتشر الغازات الناتجة عن عمل البكتيريا عبر جميع أجزاء الجثة، مما يؤدي إلى اتساع الرأس والجسد. الرائحة الكريهة المنبعثة الآن هي نتيجة لهذه العمليات البكتيرية.
- التحلل النهائي (Terminal Decay): مع استمرار العمل البكتيري، يبدأ الجسم بالتفتت والتفتيت تماما ليصبح مجرد هيكل عظمي. تستغرق هذه المرحلة سنوات عديدة وقد تستغرق عقوداً اعتمادًا على موقع الدفن والعوامل المناخية المحلية.
إن فهم عمق ودقة كل خطوة ضمن رحلة التحلل ليس مهمّاً لفهم علم التشريح البشري فحسب؛ بل أيضاً للقدرة على تقدير التعقيد العلمي للحياة نفسها.