عيد شم النسيم: أصوله، مظاهره، وأهميته

عيد شم النسيم هو أحد أقدم الأعياد التي عرفها التاريخ، حيث يعود أصل الاحتفال به إلى مصر الفرعونية القديمة. كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا العيد في ب

عيد شم النسيم هو أحد أقدم الأعياد التي عرفها التاريخ، حيث يعود أصل الاحتفال به إلى مصر الفرعونية القديمة. كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا العيد في بداية الربيع، حيث يصادف موعد حصاد المحاصيل، مما جعله رمزًا للخصوبة واستبشارًا بموسم الحصاد الوفير.

أخذ العبرانيون الاحتفال بشم النسيم عن المصريين القدماء، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفصح"، وهو اليوم الذي وافق خروج موسى باليهود من مصر. كما روي أن اليهود لما أشرفوا على الخروج من مصر هربًا من بطش فرعون، تعجلوا على عجين الخبز قبل أن يختمر، فأكلوا الخبز فطيراً، وأصبحوا على تلك العادة من وقتها، إلى جانب ذبح الحملان في رمز للخصوبة والاحتفال بالخير الجديد.

في المسيحية، أخذت الديانة المسيحية الاحتفال بشم النسيم وأعطته الطابع اللاهوتي كغيره من الأعياد الوثنية التي حاولوا جعل المسيحيين الجدد يتخلصون منها. فكان عيد القيامة عند المسيحيين الغربيين هو نفس يوم عيد الفصح اليهودي أو شم النسيم الفرعوني، أما في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تستخدم تقويماً مختلفاً، فإن عيد الفصح لا يحتفل به إلا بعد عيد القيامة، ويمنع بتاتاً الاحتفال بالعيدين في نفس اليوم.

لم تتغير مظاهر الاحتفال الأساسية بشم النسيم منذ آلاف السنين. ما زالت العادة المصرية جارية على أن تخرج الأسر للمتنزهات حاملين معهم الأطعمة والمشروبات الخاصة بذلك اليوم. ومن أطعمة شم النسيم الأساسية هي البيض الملون. كان المصريون القدماء ينقشون على البيض قديماً الأمنيات والدعوات ويتركونه في سلال لتلقي أشعة الشمس ونيل بركة الآلهة لتحقيق أمنياتهم. ويذكر أن الاحتفال بتناول البيض كان أقدم من ذلك لأنّه يرمز إلى الحياة الجديدة عند المصريين، أما عادة تلوين البيض في شم النسيم فهي حديثة وقد انتقلت إلى بقية العالم من فلسطين، حيث كان المسيحيون في فلسطين يصبغون البيض باللون الأحمر تذكيراً بدم المسيح، واختلافاً عن الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.

المراجع:

* "عيد شم النسيم: أصوله ومظاهره" - موقع الإسلام سؤال وجواب

* "شم النسيم: تاريخه ومظاهره" - موقع قصة الإسلام

* "عيد الفصح وشهر رمضان" - موقع دار الإفتاء المصرية


عاشق العلم

18896 blog messaggi

Commenti