تولى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية عام 2015، بعد فترة رئاسة طويلة لولي العهد آنذاك. وقد عُرف حكمه بالقرارات الجريئة والإصلاحات المتكاملة التي تركت بصمة عميقة على مسيرة البلاد. تحت توجيهاته الرشيدة، شهدت المملكة تطورات اقتصادية واجتماعية وثقافية غير مسبوقة.
منذ بداية ولايته، اعتمد الملك سلمان استراتيجيات تنموية طموحة تستهدف تحقيق رؤية 2030، وهي خطة وطنية لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وفتح آفاق جديدة للاستثمار والمبادرات الخاصة. هذه الخطة تتضمن العديد من المشاريع البارزة مثل مدينة نيوم المستقبلية، ومشروع البحر الأحمر السياحي الفاخر، بالإضافة إلى مبادرة "مسار الزهور" الثقافي الضخم. كما عمل بحكمة لتوسيع دور المرأة في المجتمع والساحة السياسية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في فرص العمل والتواجد النشط للنساء في مختلف المجالات.
على الصعيد السياسي والدبلوماسي، لعب الملك سلمان دوراً محورياً في تعزيز مكانة المملكة عربياً ودولياً. قاد جهوداً دؤوبة لحل الأزمات الإقليمية وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. كان له تأثير كبير خلال القمم الدولية الهامة وفي مفاوضات الحلول للمشاكل العالقة كأزمة اليمن وأوكرانيا وغيرهما.
في المجال الاجتماعي، حرص الملك سلمان على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيه عبر مشروعات إسكان ضخمة وبرامج دعم اجتماعي واسعة النطاق. كما أولى اهتماماً خاصاً بتوفير التعليم الجيد والصحة العامة وتحقيق مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً.
إن إرث الملك سلمان يعد شهادة على قدرته الاستثنائية على الجمع بين القيم الإسلامية والقوة العالمية، مما وضعه كملهم لرجل دولة موثوق به محلياً وعالمياً. وستظل ذكراه محفورة في تاريخ بلاده الغني، وسيتذكرها أبناؤه بإجلال واحترام لما قدمه لهم وللمهنة الدبلوماسية الرائعة التي خدم فيها بكل تفانٍ وإخلاص حتى وفاته رحمه الله تعالى.