يتمتع العالم بميزة فريدة تتمثل في توالي دورات النهار والليل بشكل منتظم ودقيق. هذه الظاهرة ليست مجرد تغيرات ظلية يومية بل هي جزء أساسي من نظام الأرض البيئي. يعتمد هذا التعاقب الرائع على محور دوران الأرض حول نفسها وعلى حركتها حول الشمس حسب مدار محدد يسمى مداره الإهليلجي.
تدور الأرض مرة واحدة كل حوالي 24 ساعة تقريبًا بالنسبة للشمس، مما يؤدي إلى ما يعرف باليوم الواحد. خلال هذه الدورة اليومية، نواجه ساعات الضوء والنور التي نطلق عليها "النهار"، ثم يأتي وقت غياب الشمس وظهور الظلام وهو ما نحيله على اسم "الليل". هذا التبديل ليس عشوائياً ولكنه نتيجة مباشرة لحركة كوكبنا.
في الواقع، يتعلق الأمر برؤية الشمس لأنها مصدر ضوؤنا الرئيسي هنا على سطح الأرض. عندما تنحني أرضنا أثناء دورانه نحو الشمس، فإن الجزء المواجه لها يشهد الفجر ويتحول لاحقاً لنوره النهاري المنير حتى يصل المساء ويبدأ الظلام بتغطيته تدريجياً ليحل محل النور وبالتالي تبدأ فترة الليل.
هذه العملية المتكررة للتعاقب بين النهار والليل تعتبر ضرورية للحياة البرية والبشر أيضاً. فهي تضمن توازن بيولوجي حيوي وتساعد جميع الكائنات الحية -إن كانت نباتات أم حيوانات أم بشر- على تنظيم نشاطاتها وجداول عملها وأوقات الراحة وفقا لهذه الدورات الطبيعية الثابتة والمُنظمة تمامًا والتي تعتبر أحد أهم الخصائص الجغرافية لكوكبنا الأزرق الجميل.