يشكل مفهوم التنوع البيولوجي أحد أهم المفاهيم العلمية التي تتعلق بحياة الكوكب. فهو يشير إلى تنوع الحياة البرية والمحيطات والأرض ضمن بيئات مختلفة ومتعددة الأشكال. هذا التنوع ليس فقط مجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية ولكنه أيضًا يعكس الاختلاف الجيني داخل نفس النوع.
بالنظر إلى النظام البيئي العالمي، يعتبر التنوع البيولوجي ركيزة أساسية للحفاظ على توازن طبيعي حرِج. كل كائن حي يلعب دوراً أساسياً في الشبكة الغذائية المحلية والعالمية، مما يساعد على تنظيم المناخ وتنقية الهواء وتحسين التربة. بدون التنوع البيولوجي، قد تفقد بعض المناطق خصائصها الفريدة وقد ينخفض إنتاج الغذاء بشكل كبير، مما يؤثر سلباً على مستقبل البشرية.
بالإضافة إلى قيمة التنوع البيولوجي الاقتصادية، فهي أيضاً ذات قيمة عظيمة ثقافياً واجتماعياً. العديد من الثقافات تعتبر الحيوانات والنباتات جزءا حيوياً من موروثاتها التقليدية والتاريخية. كما أن البحث العلمي يستمد الكثير من المعرفة حول الأمراض الجديدة والحلول الطبية من الدراسة العميقة للأنظمة الطبيعية المتنوعة.
ومع ذلك، فإن العالم اليوم يواجه خطر فقدان غالبية أنواع الحياة البرية بسبب الضغوط البشرية مثل إزالة الغابات واستخدام الأراضي غير المستدام وصيد الأسماك الزائد والتلوث. لذلك، أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الحفاظ على التنوع البيولوجي ليست مسألة اختيار بل هي ضرورة ملحة لضمان استدامة حياة الإنسان والحياة الأخرى على وجه الأرض.