لعب التاريخ الغني لمصر القديمة دورًا محوريًا في تشكيل حضارتنا العالمية كما نعرفها اليوم. يعود الفضل في هذا الراسخ الثقافي والتاريخي للسياسات الحازمة للشخصيات القيادية المبكرة مثل نارمر وحور عحا الذين أسسوا الحكومة المركزية وأطلقوا عصر "شمسو حور"، وهو عبادة الشمس الموروثة التي اكتسبت شعبية كبيرة خلال فترة حكم الفرعون الأولى.
كان النظام السياسي مستنداً بشكل كبير على سلطة الفرعون، لكن تأثير الوزير، كونه الناطق الرسمي باسم الملك ورئيس تنفيذ السياسات، لم يكن أقل أهمية. في الواقع، غالبًا ما كانت هناك حاجة لوجود وزراء متعددين لإدارة مختلف الجوانب الحكومية - أحد منهم يقود جهود مصر العليا، بينما الآخر يشرف على الأمور المتعلقة بمصر السفلى. لقد لعب هؤلاء الأفراد أدواراً رئيسية في إدارة المشاريع المهمة مثل أعمال البناء العملاقة التي اشتهرت بها الدولة المصرية القديمة.
ومن بين تلك الأعمال الضخمة، يبرز لنا الهرم الأكبر كنصب تذكاري مذهل يدل على مهارة الشعب المصري القديم الهندسية والفنية. رغم مرور أكثر من ثلاثة آلاف سنة منذ بنائه، إلا أنه ما زال يحمل بصماته الأصلية ويتضمن رسوماته المحفورة والتي تشير إلى طريقة حياتهم وعادات عملهم.
وفي قلب هذه الحضارة تأتي حقبة العصور الفرعونية، التي تمتد لفترة تقرب إلى ثلاث قرون ابتداءً من العام 3000 قبل الميلاد استمرارًا بتوسعات الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد. شهدت هذه الحقبة تطورات ملحوظة في كل مجالات الحياة بما فيها الفن والأدب والعمران والعلاقات الدولية. قسم المؤرخون العصر الفرعوني إلى ثلاث مراحل رئيسية وهنا هي التسلسل الزمني لها: المملكة القديمة والمعروفة أيضًا بالقرن الثالث عشر والثاني عشر والسابع عشر/السابع عشر قبل الميلاد؛ ثم جاءت فترة الاستقرار والنظام السياسية مما جعلها تعرف بالمملكة الوسطى، أخيرا وليس آخرًا، شهد النصف الثاني من القرن الخامس عشر وما بعده ظهور المملكة الجديدة بحالة جديدة من العظمة والحروب والحضارات المتنوعة.
هذه الرحلة عبر الزمن تكشف عن قصة دولة عظيمة تركت بصمتها واضحة ومؤثرة على مسيرة البشرية جمعاء.