البحث العلمي هو عملية منظمة تستهدف الوصول إلى المعرفة الجديدة أو تحسين الفهم الحالي للمعلومات الموجودة. هذه العملية تتضمن مجموعة من الخطوات التي تبدأ بتحديد مشكلة بحث واضحة وتنتهي بإعلان النتائج بشكل واضح وموضوعي. أول خطوة هي وضع الفرضية، وهي تخمين مبني على الأدلة المتاحة حول كيفية ارتباط المشكلات المطروحة. بعد ذلك يأتي مراجعة الأدب، وهو الجزء الذي يجمع فيه الباحث كل الدراسات والأبحاث الأخرى ذات الصلة بالموضوع لتوفير سياق مناسب للبحث الخاص.
ثم هناك تصميم التجربة أو المسح، والذي يشمل تحديد الطريقة الأفضل لجمع البيانات. قد يتطلب هذا الاختيار بين التصاميم التجريبية، مثل التجارب العشوائية الضابطة، والتي غالباً ما تستخدم عندما يمكن التحكم في جميع المتغيرات؛ أو التصاميم الوصفية، كالاستبيانات والاستطلاعات، التي تُستخدم عادة عندما يكون من الصعب إجراء تجارب ضابطة. خلال مرحلة جمع البيانات، يتم استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المناسبة حسب مجال البحث والمشكلة المدروسة.
بعد جمع البيانات، تأتي معالجتها وتحليلها باستخدام تقنيات إحصائية لتحويل البيانات الخام إلى نتائج قابلة للتفسير. بمجرد الانتهاء من التحليل، يناقش الباحثون نتائجهما ويتوصلون لاستنتاجات منطقية بناءً عليها. وأخيراً، تتم كتابة ورقة علمية توضح كل جوانب البحث بما في ذلك الإجراءات والإيجابيات والسلبية وإمكانيات التطبيق المستقبلي.
وعلى الرغم من أهميتها، فإن البحث العلمي ليس خاليا تماماً من التحديات. أحد أكبر العقبات قد يكون الحصول على تمويل كافي لدعم المشروع طوال مدته. بالإضافة لذلك، تواجه بعض المجالات تحديات أخلاقية عند التعامل مع البشر أو الحيوانات أثناء البحث. ومع ذلك، فإن اتباع مبادئ الأخلاق العلمية يساعد في الحفاظ على سلامة الأفراد وكرامة المجتمع أثناء سير العمليات البحثية.
بشكل عام، يعد البحث العلمي عملاً حيوياً يساهم بشكل كبير في تقدم الإنسانية عبر توسيع حدود معرفتنا وفهمنا للعالم من حولنا.