تُعد جامعة الملك فيصل إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة في المملكة العربية السعودية، تقع بشكل رئيسي في مدينة الهفوف الواقعة في محافظة الأحساء الخصبة بالشرق الأوسط السعودي. يعود الفضل في تأسيس هذا الصرح الأكاديمي إلى قرار حكيم صدر من مجلس الوزراء عام 1974، والذي تحول بدوره إلى أمر ملكي كريم. وعلى مر العقود، تطورت الجامعة لتضم فروع أخرى هامة في مدن مختلفة مثل الدمام. وقد بدأ العمل بها فعليًا في العام التالي، أي عام 1975، تحت رعاية مباشرة من المغفور له بإذن الله تعالى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.
ومنذ ذلك الوقت، استمرت جامعة الملك فيصل في ازدهارها، لتكون اليوم جزءًا حيويًا من المشهد الثقافي والعلمي ليس فقط للأحساء ولكن أيضًا لمنطقة الشرق الأوسط برمتها. تتمثل رسالتها الأساسية في تقديم بيئة تعليمية متكاملة تشجع على التفكير النقدي والإبداع والتطور المهني المستدام بين طلابها والموظفين والعاملين بها جميعًا. تضم الجامعة حاليًا أكثر من 30,000 طالب وطالبة مسجلون ضمن شبكة متنوعة ومتنامية تتضمن حوالي 86 برنامجًا أكاديميًا مختلفًا. تتراوح هذه البرامج بين درجات البكالوريوس وما فوق حتى الماجستير والدكتوراه عبر عدة مجالات دراسية تغطي علوم الأرض والبحر والبحر الأحمر والرياضيات والفقه واللغة الإنجليزية وعلم النفس وغيرها الكثير.
إن موقع جامعتنا الاستراتيجي والحرم الجامعي الشاسع يلعب دورًا محوريًا في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة بتوفير فرص تعليمية عالية الجودة تلبي احتياجات مجتمعاتها المحلية فضلًا عن المساهمة النوعية بمخرجات البحث العلمي الرفيع عالميًا مما يكفل لها مكانة بارزة داخل نطاق منظومة مؤسسات التعليم العالي العربية والإقليمية كذلك العالمية. إنها ليست مجرد معقل معرفي فحسب بل هي أيضاً ملتقى ثقافي شامل ينساب فيه التدفق المتواصل لأجيال جديدة من الخريجين المؤهلين الذين يسعون نحو مستقبل مزدهر ويشاركون بلا شك بصورة ملفتة لإحداث تغيير إيجابي وفكري دائم داخل البلاد وخارج حدود الوطن نفسه. وبذلك فإن جامعة الملك فيصل تعد بالفعل مثالًا ساطعًا لبناء قدر كبير من التأثير العالمي والمعرفة الوظيفية العملية لكل فرد يستثمر وقتَه وجهدَه للحصول عليها ولإدارة وإنجاز واجبات عمله بكل تفانٍ وكفاءة وثراء علميين واقعينيَيْنِ حقَّا!