المضيق، وفق التعريف الجغرافي الواضح، هو ذلك المسطح المائي الضيق الذي يربط بين منطقتين كبيرتين من المياه المختلفة. غالبًا ما يتم استخدامه كممر ملاحي رئيسي بين اليابسات ويمكن أن يفصل بين قارات كاملة. قد يبدو البعض وكأنها شواطئ متواصلة عند النظر إليها مباشرة ولكن تحت سطح الماء، إنها تحمل اسم "مضيق".
هذه الفواصل البحرية ذات قيمة عالية لا فقط للتسهيلات التي توفرها للسفر عبر الطرق البحرية الأقصر والأسرع، بل أيضًا لما تمثله من نقطة اتصال اقتصادية استراتيجية بين المناطق والثروات الطبيعية فيها. فمثلاً، يربط مضيق باب المندب بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، بينما يقسم مضيق جبل طارق الأراضي الأوروبية الأفريقية بشكل مرئي واضح. أما بالنسبة لمضيق هرمز فهو العمود الفقري لنقل النفط العالمي نظرًا لوقوعه بالقرب من جزء كبير من إنتاج النفط العالمي.
إن أهمية هذه المواضع ليست محصورة بجوانب الاستخدام التجاري والحركة التجارية فحسب، وإنما تمتد أيضا لإعطاء الدولة المشرفة عليها قدرًا كبيرًا من التأثير السياسي والعسكري. لذلك، فقد وضعت مجموعة من الاتفاقيات الدولية للقواعد التي تنظم ملكيتها واستخداماتها بما يحقق العدالة والتوازن لكل الدول المعنية بها.
وفي حين تعاني بعض المضايق مثل مضيق برنگ بسبب الظروف الجوية القاسية ومن ثم محدودية استخدامها، تبقى الأخرى نشطة وصاخبة بالنشاط البحري المستمر نتيجة موقعها الجغرافي المتميز واحتوائها على موارد طبيعية باهرة. بالتالي، فإن فهم ومعرفة ماهو المضيق أمر ضروري لفهم العلاقات العالمية واتصال الشعوب عبر التاريخ الحديث.