في القرن السادس عشر، أثبت نيكولو ميكافيللي نفسه كواحد من أكثر الفلاسفة السياسيين تأثيراً عندما كتب كتابه "الأمير". هذا العمل، الذي يعتبر الآن مرجعاً أساسياً للفنون الحربية والقوة السياسية، يكشف عن رؤى ثاقبة حول الطبيعة البشرية والحكم الفعال. فيما يلي بعض الاقتباسات الرئيسية من الكتاب والتي تعكس فلسفته الصارمة ولكن الواقعية:
- "أسهل بكثير هو الاحتفاظ بالسلطة التي لديك بالفعل منها الحصول عليها لأول مرة." توضح هذه الجملة بشكل واضح استراتيجية ميكافيللي القائمة على التركيز على الاستقرار بدلاً من الطموح الدؤوب نحو المزيد من السلطة. إنه يشجع الأمراء على العمل بحكمة للحفاظ على ما لديهم بدلاً من المخاطرة بفقدانه بمبادرات غير مدروسة.
- "إن العدالة هي واحدة من الأشياء الأكثر تكلفة والأكثر خطورة؛ فنادراً ما تجد شخصا يرغب في بذل العناء لتحقيقها." هنا، يدعو ميكافيللي إلى الاعتراف بأن تحقيق العدل قد يكون مكلفاً ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للأمراء الذين يهتمون بشدة بصيانة سلطتهم واستقرار نظامهم السياسي. ومع ذلك، فهو ليس ضد تطبيق بعض مظاهر العدل عند الضرورة لتعزيز سمعة الأمير وتعزيز ولاء رعيته.
- "إن خوف الناس أكثر أهمية من محبتهم... لأن المشاعر دائمًا متغيرة بينما الخوف ثابت بطبيعته." يؤكد هذا البيان على أهمية قوة الشرطة والاستخبارات لدى الأمراء للإمساك بخيوط الحكم وتنفيذ القرارات دون مقاومة كبيرة. إن خلق بيئة تخلق شعوراً مستداماً بالخوف يمكن أن يحافظ على الانضباط العام ويمنع الثورات.
- "إذا كنت تريد صد الأعداء فعليك إما أن تحسن الظروف لهم أو ترسلهم لحرب خارج البلاد." يعرض هذا الاقتباس رؤية ميكافيللي العملية بشأن التعامل مع التهديدات الخارجية. سواء كان الأمر يتعلق بتقريب خصوم بالقرب منه عبر المنح أو المرتزقة أو إعادة توجيه اهتمامهم بعيدا عن المملكة الخاصة بهم، فإن تركيزه يبقى دائماً على منع الهجمات المباشرة وضمان عدم وجود منافسين أقوياء داخل حدود بلاده.
- أخيراً وليس آخراً، يقول: "القانون طبيعي للقوي وليس للعاجزين"، مما ينقل وجهة نظر قاسية حول دور القانون والمجتمع البشري الأكبر ضمن النظام السياسي الخاص بالأمير. وفقا له، غالباً ما يُستخدم القانون لصالح الأقوياء، وهو يستخدمه لإثبات أنه حتى أبسط الأعراف الإنسانية مثل العدل والعرف تبدو وكأنها ترتكز على مفاهيم مرتبطة بالقوة والتلاعب فيها أكثر من كونها مبنية على النزاهة والصواب المطلقين.
وبهذه الأفكار المركزة وغير التقليدية نسبياً -التي تتضمن جوانب شديدة الواقعية أحياناً وشبه بربرية أحيانا أخرى حسب الرأي الشخصي لقارئ اليوم- يتم تقديم دليل شامل وفريد من نوعه لفلسفة سياسية مثيرة للجدل لكنها تستمر في التأثير حتى يومنا الحاضر رغم مرور قرون طويلة منذ نشر تلك الأعمال التحليلية الشهيرة الأولى في عصر النهضة الأوروبية المتقدم آنذاك.