يُعتبر كتاب "علوم البلاغة" للمؤلف المصري الكبير محمد فريد وجدي المراغي مرجعاً أساسياً لأولئك الذين يرغبون في التعرف العميق والدقيق حول علم البلاغة - وهو أحد الفروع الهامة للفن العربي. هذا الكتاب ليس مجرد عمل أدبي عابر؛ بل هو دليل شامل يجمع بين الخبرة الشخصية والمنظور الأكاديمي الواسع.
بدأ الدكتور المراغي حياته الأدبية كشاعر وأستاذ جامعي قبل أن يساهم بشكل كبير في تطوير المعرفة بالأدب والثقافة العربية. يعكس كتاب "علوم البلاغة"، الذي نُشر عام 1952، هذه الرؤية الجمالية الغنية والتاريخ الثقافي الشاسع. يقسم المؤلف عمله إلى عدة أقسام تناقش مختلف جوانب البلاغة بما فيها النظم والإيقاع والاستعارات والمجازات وغيرها الكثير.
يتناول المراغي كل جانب بالتفصيل، مستنداً إلى الأمثلة الشعرية والنثرية التي تعود إلى القرون الأولى للإسلام حتى عصره الخاص. فهو يؤكد دائماً على أهمية الربط بين النظرية العملية والأمثلة الحياتية الواقعية لتوفير فهما واضح ومباشر للقراء. بالإضافة لذلك، يستخدم أساليبه التعليمية الخاصة لإرشاد القارئ خلال مسارات معقدة قد تكون غير مألوفة له.
بالإضافة لقيمة محتواه العلمية، فإن الأسلوب الذي كتبتْ فيه سجلّتنا سيرته الذاتية عبر صفحات عديدة من تاريخ الأدب العربي الحديث. وفي النهاية، يعد "علوم البلاغة" أكثر بكثير مما يحوي فقط معلومات نظرية عن علم البلاغة؛ إنه شهادة حقيقية عن ثقافتنا وروحنا الجماعية عبر الزمان والمكان.