يلعب الإيقاع دورًا حيويًا ومؤثرًا في بناء القصيدة وتأثيرها العاطفي لدى القراء. يشير مصطلح "الإيقاع" إلى النمط المتكرر للنبضات الصوتية التي تشكل بنية القصيدة، وهو ما يعطي لها خصائص موسيقية معينة تلعب دوراً محورياً في نقل المشاعر وتعزيز الفهم للقارئ.
يتكون هذا النظام الموسيقي الداخلي للشعر عادةً من المقاطع الصوتية المؤكدة والمقاطع غير المؤكدة، والتي يتم تنظيمها وفقاً لنمط محدد ومتناسق. يمكن لهذه الأنماط أن تتراوح بين البساطة مثل البيت الواحد المؤلف من مقطعين صوتيين مؤكدين ومقطع واحد غير مؤكد ("تَــالِيْ...تالِ"), وحتى التعقيد كالبحر الطويل ذو السبعة مقاطع الصوتية المؤكدة والبنية الدقيقة للمقطوعات العروضية العربية القديمة.
بالإضافة لذلك، يلعب وزن الكلمتين عامل مهم أيضاً ضمن سياق الإيقاع الشعري. فوزن كل كلمة قد يؤدي لتغيرات دراماتيكية بالإيقاع العام للأبيات، مما يضيف عمقا للعلاقة بين الشاعر والقارئ ويعزز الجودة الجمالية للعمل الأدبي.
إن فهم طبيعة الإيقاعات المختلفة وكيفية تأثيرها على المعنى العام للنصّ أمر أساسي لفهم الروح الحقيقية لأي عمل شعري. سواء كان ذلك الهدف هو التقليد التقليدي للإبداع الشعري العربي القديم أم التجريب الحديث عبر أشكال جديدة للإبداع الأدبي, يبقى الإيقاع أحد الأعمدة الرئيسية التي تؤسس للتجربة الشعرية الغنية والمعبرة.