- صاحب المنشور: نادين بن شماس
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تغييراً جذرياً مع ظهور واستخدام واسع لمواقع التواصل الاجتماعي. هذه المنصات التي كانت ذات يوم أدوات للتواصل والتعاون أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما يجعلها موضوع بحث مهم فيما يخص تأثيرها على الصحة العقلية للناس. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية.
الاستخدام الزائد وآثاره السلبية
يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاعر القلق والاكتئاب. وفقا لدراسة أجراها جامعة كامبردج عام 2018، فإن الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام شاشات الأجهزة الرقمية مرتبط بانخفاض مستويات الرفاهية الذهنية والسعادة العامّة. هذا يعود جزئيًا إلى المقارنة المستمرة بين حياة المستخدمين وأصدقاءهم أو الأشخاص الذين يتابعونهم عبر الإنترنت، الأمر الذي يمكن أن يساهم في الشعور بعدم الكفاءة أو عدم القيمة الذاتية. كما قد تتسبب الشبكات الاجتماعية أيضاً في زيادة الضغط الاجتماعي نتيجة رغبة البعض في الحصول على عدد كبير من المتابعين والإعجابات لتحقيق شعور بالانتماء والمشاركة الاجتماعية.
التأثير السلبي للتنمر الإلكتروني
واحدة من أكثر الجوانب سلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي التنمر الإلكتروني. حيث يمكن للأشخاص التعبير عن آرائهم سلبياً تجاه الآخرين دون عواقب فعلية، مما يخلق بيئة عدائية وقد تؤدي لمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والتفكير الانتحاري خاصة عند الشباب والأطفال. العديد من الحالات المؤسفة documentت آثار التنمّر الإلكتروني الخطيرة والتي غالباً ما يتم تجاهلها بسبب الطبيعة الفورية والتدفق المستمر للمعلومات عبر هذه الوسائط.
الحلول المحتملة
رغم المشاكل الواضحة، هناك حلول محتملة لتقليل الآثار السلبية لهذه الوسائل. إدراك أهمية الحد من وقت الشاشة هو خطوة أولى هامة. بالإضافة لذلك، تعزيز التعليم حول السلامة والنظام الأخلاقي أثناء التعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعية أمر ضروري لتغيير ثقافة الانترنت نحو الصالح العام. أيضا، دعم الخدمات الصحية النفسية وتوفير الدورات التدريبية حول إدارة الضغوط الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي قد يساعد الأفراد على مواجهة تحديات عصر تكنولوجيا المعلومات الحالي بكفاءة أكبر.