- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصر المعلومات المتدفقة، يقف الإعلام عند تقاطع حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية. هذه القضية تتطلب إعادة تقييم لتعريف الدور الذي ينبغي أن يؤديه الإعلام في المجتمع الحديث. مع تقدم التكنولوجيا وانفتاح الوصول إلى وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية، أصبح بإمكان أي شخص نشر الأخبار والتوجهات الفكرية على نطاق عالمي فوري. هذا الأمر له جانب سلبي عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الخاطئة أو التحريض على الكراهية أو العنف.
على الجانب الآخر، تعدّ حرية الصحافة أحد الركائز الأساسية للديمقراطيات الحديثة. فهي تضمن قدرة الجمهور على الحصول على حقائق دقيقة ومتنوعة، مما يشجع النقاش العام ويؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر استنارة. ولكن هذه الحقيقة أيضاً يمكن أن تؤدي إلى انتشار الشائعات والأخبار الزائفة التي قد تكون ضارة بنفس القدر مثل الأكاذيب المفتعلة.
لذلك، فإن المشكلة ليست في وجود وسائل إعلام حرة وإنما في كيفية تنظيمها واستخدامها بطريقة مسؤولة. هنا يأتي دور الحكومات والمؤسسات التعليمية والمهنية للإعلام لتطوير وتطبيق المعايير الأخلاقية والمعرفية للممارسة الإعلامية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع ثقافة نقد المواطن وتحليل المعلومات قبل تصديقها ونشرها.
باختصار، بينما نعترف بحق الأفراد والجماعات في نقل المعلومات بحرية، علينا أيضًا تأكيد ضرورة تحمل مسؤولية تلك الحقوق تجاه مجتمعنا ككل. إن التوازن الصحيح بين هاتين المرتبتين هو ما يسعى إليه البحث المستمر حول "دور الإعلام".
عبدالناصر البصري
16577 Blog posts