- صاحب المنشور: فؤاد الدين الغنوشي
ملخص النقاش:
تدور نقاشات رواد هذه المحادثة حول دور التعليم العالي في المجتمع الحديث وكيف يمكن تعديله لتحفيز التفكير الناقد والإبداع بينما لا يفقد قيمة المعرفة الأساسية. يطرح "فؤاد الدين الغنوشي" تساؤلات جوهرية تتعلق بتأثير النظام التعليمي الحالي على إنتاج الخريجين الذين يستطيعون التفكير خارج الحدود المألوفة. يدعم "ابتهاج بن عمار" الرأي بأن المنظومة الحالية تميل أكثر للتذكير وتقديم حقائق جزئية مقارنة بإلهام روح البحث والاستقصاء. ويطالب بعدم الاكتفاء بالإنجازات الأكاديمية التقليدية، لكن بدلا من ذلك يُقدر استخدام وسائل التعلم الجديدة وتعزيز الشعور بالحاجة الشخصية لهذا النوع من التجارب المعرفية.
يتوافق "عياش الجوهري" مع اقتراح "ابتهاج"، ولكنه يسعى أيضا للحفاظ على الضوابط الأكاديمية الأساسية خلال عملية التحويل المقترحة. فهو ينظر بازدياد إلى وجود صعوبات في الموازنة بين سهولة الحصول على المعلومات وضمان فهماً عميقاً لها وتحفيزا للتفكير النقدي الفعال. وينصح باستخدام تقنيات جديدة وأساليب تقييم متنوعة لتحقيق هذا الجمع المنتظم والمعقد بين الجانبين.
وتشير "جميلة الرشيدي" إلى أن التركيز المتمثل في توسعة مجالات معرفية واسعة قد يغفل بناء القدرة الفكرية للفئة المستهدفة داخل البيئة الدراسية نفسها. ومن ثم تؤكد أهمية تزويد الطلبة بوسائل تسمح لهم بامتلاك قوة اتخاذ القرارات ونمو الأفكار بشكل ذاتي وبالتالي توسيع مداركهم بما يتجاوز حدود الكتب المدرسية المعتادة.
وفي انتقاد أخير لأفكار زملائه، يقترح "محفوظ بن عبد الله" ضرورة إدراك حجم الانتقال الهائل المرتبط بهذا النهج الجديد، وهو نهج يجمع بين حصيلة الثقافة المؤسسية المرغوبة والعناصر العصرية المستجدّة. ويوضح أن الطريق الواضح أمام التعليم العالي المحسن هو خلق حالة توازن ديناميكي تجمع بين الدروس القديمة والحياة العلمية المتغيرة باستمرار.
والختام يكون بأنه لم يحقق أي مشارك موقف واحد غير قابل للنقاش بشأن رغبة جميع المتحاورين في رؤية تغييرات كبيرة ضمن منظومة التربية والتعليم حتى يتمكن طلاب أيامنا الحاضرين من امتلاك الأدوات المناسبة لسوق العمل العالمي بكامل سلطانه واختصاصاته المختلفة.