تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العربي

مع تزايد استخدام الشباب العربي لوسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، أصبح من الضروري دراسة تأثير هذه المنصات الرقمية على صحتهم النفسية

  • صاحب المنشور: المهدي بن عبد الله

    ملخص النقاش:
    مع تزايد استخدام الشباب العربي لوسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، أصبح من الضروري دراسة تأثير هذه المنصات الرقمية على صحتهم النفسية. توفر الإنترنت عالمًا رقميًا واسعًا يمكّن المستخدمين من التفاعل مع الآخرين حول العالم بسرعة وكفاءة، مما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والتواصل الثقافي. إلا أن الفوائد المحتملة لهذه الأنظمة قد تتناقض مع بعض العواقب الصحية السلبية المحتملة على مستخدميها.

على الرغم من القدرة الكبيرة التي تمتلكها الشبكات الاجتماعية للتواصل والتعلم والتنمية الذاتية، فقد ارتبطت أيضًا بمجموعة متنوعة من المشكلات المتعلقة بالصحة النفسية لدى فئة الشباب بشكل خاص. تشمل هذه الأمور القلق والاكتئاب وعدم الرضا الذاتي وصعوبات النوم واضطراب التعامل مع الوقت وغير ذلك الكثير. يعزى جزء كبير من هذا التأثر السلبي لحالات الاكتناز المعرفي والإفراط باستخدام الوسائط الإلكترونية، بالإضافة لإمكانية تعرض البعض للعنف اللفظي أو التنمر عبر الإنترنت - وهو أمر يعرف باسم "السايبر بولينج".

يزداد خطر الانخراط في عادات استهلاك رقمية ضارة نتيجة سهولة الوصول للمحتوى وملائمة الشاشات الرقمية للاستخدام الشخصي والخصوصي نسبياً. وقد خلصت عدة دراسات بحثية إلى وجود علاقة طردية بين وقت الشاشة المطول واستمرار الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق عند طلاب الجامعات العرب تحديداً، حيث يشعر العديد منهم بأنهم مُلزَمُون بتحقير ذاتياتهم أمام عدد متزايد باستمرار من المتابعين والمُستخدمين المستهدفين. وهذا الشعور الذي غالبًا ما يتم تسميته "بالرهبة الاجتماعية" أو "الفوبيا الرقمية"، يتسبب بانعدام الثقة بالنفس وضعف الدافعية لتأدية واجبات الحياة اليومية المختلفة خارج نطاق الهاتف الذكي أو الحاسوب المحمول - فضلاً عما سبق ذكره بشأن تأثيرات محتملة أخرى متعلقة بنوع الجنس والجوانب البيولوجية الأخرى المؤثرة أيضًا على النتائج المسجلة للأبحاث العلمانية الحديثة بهذا الصدد.

في النهاية، بينما أثبتت المجتمعات العربية قدرتها الرائدة بالفعل على تبني التقانة ودمجها داخل حياتهم العملية والعاطفية والشخصية، يبقى دور التعليم المستمر حول مخاطر الإساءة لاستعمال التكنولوجيا مهماً للغاية لدعم جيل شبابي قادر على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بطريقة أكثر اتزان وانفتاح. كما أنه ومن المهم التشديد مجدداً على ضرورة البحث الموضوعي والحقيقي لفهم أفضل لكيفية إدارة توازن صحي بين الاستمتاع بفوائد الإنترنت وبناء مجتمع مدروس ومتكامل اجتماعيًا واقتصاديًا وفكريا كذلك.


حنين الزناتي

7 ブログ 投稿

コメント