- صاحب المنشور: رضوان التلمساني
ملخص النقاش:
منذ عقود، بدأ العالم يواجه تحديات حقيقية بسبب تغير المناخ. هذه الأزمة التي تؤثر على كل مناطق الكوكب ليست استثناءً بالنسبة للعالم العربي الذي يتعرض لضغوط متزايدة نتيجة لتغير الشتاء والصيف التقليديين، زيادة الجفاف، وتلوث الهواء. رغم ذلك، هناك أيضا فرص كبيرة لتحقيق الاستفادة القصوى من موارد الطاقة المتجددة المتاحة بكثرة في المنطقة.
في مواجهة الحرارة القياسية والجفاف المستمر، تتفاقم مشاكل الندرة المائية وتزداد المخاطر البيئية. وفقا للأبحاث الحديثة، فإن حوالي ثلثي الدول العربية تعاني من ندرة المياه الشديدة أو الفقر المائي الحاد. هذا الوضع ليس فقط يعيق التنمية الاقتصادية ولكنه يشكل خطورة مباشرة على حياة الإنسان والمجتمع ككل.
مع ذلك، الطبيعة الغنية بالعناصر الشمسية والرياح في العديد من البلدان العربية توفر فرصة هائلة للتحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. حيث تمتلك دول مثل الإمارات والسعودية والبحرين واحدة من أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم، مما يجعلها مثالية لإنتاج الكهرباء عبر الخلايا الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، الرياح القوية والأعاصير المدارية التي تحدث في بعض المناطق يمكن استخدامها جنبا إلى جنب مع توربينات الرياح عالية الكفاءة.
رغم الصعوبات الأولية -التي تشمل التكلفة العالية للمشاريع الأولى وبناء البنية الأساسية الداعمة لهذه القطاعات الجديدة- إلا أنها غالباً ما تكون ذات عوائد مرتفعة طويلة الأمد. كما أنها تساهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الأمن الطاقوي الوطني.
إن اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة أزمة المناخ والتوجه نحو الحلول المستدامة سيكون له تأثير عميق على مستقبل العالم العربي. إنه يتطلب رؤية قيادة قوية واستثمار ذكي وجهد مجتمعي شامل لمواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للتنمية الاقتصادية والاستقرار البيئي.