مثل "تمخض الجبل فأنجب فأرًا" يعكس المفارقة بين توقعات عالية وبين نتائج مخيبة للأمال. هذا المثل، كما توضح النصوص التاريخية والأدبية، يستخدم للإشارة إلى الحالة التي يبذل فيها الناس جهوداً كبيرة، سواء أفراد أو مجموعات، لكن النتيجة النهائية تكون بسيطة وغير ذات أهمية بالنسبة للجهد المبذول.
في العالم الحديث، يمكن رؤية هذا المثال في العديد من السياقات. مثلاً، قد يشير طالب واجه صعوبات أثناء الاختبار رغم ادعائه بالاستعداد الكامل. هنا، بدلاً من تقديم أداء قوي بناءً على الجهود المعلنة، ينتج الفرد نتيجة ضعيفة بشكل غير متناسب مع الاستعداد الدائم للإعلان عنه.
كما تجسد هذه الصورة غالباً في عالم الأعمال والتسويق. بعض الشركات تستثمر بكثافة في الحملات الإعلامية والإعلانات، ولكن المنتج النهائي أو الخدمة المقدمة لا تلبي مستوى التوقعات المرتفعة التي أثارها التسويق. في الواقع، فإن الأمر أشبه بخروج فأر صغير من شقوق الجبل – وهو أمر يبدو متناقضا ومتناقضا تماما مع الطاقة والدعاية الوافرة قبل الحدث.
ومن المهم أن نفهم أن هذا المثل يدعونا لاتخاذ موقف مختلف. بدلا من التركيز على الترويج للحجم والخروج الكبير للعروض الموعودة فقط, يجب أن نسعى لإظهار العمل الحقيقي والجهد المكرس خلف المشاريع. بذلك, بدلاً من الخيبة المستمرة, يمكن أن يتم تحويل التعريف لـ'تمخض الجبل وأنجب جبال أخرى', وذلك عندما يتم تحقيق نتائج فعالة وملموسة تتوافق مع الجهود المبذولة.