• صاحب المنشور: بلقاسم الصقلي
  
  ملخص النقاش:
  ## أزمة الطاقة المتجددة: التحديات والمستقبل الواعد

تشهد السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالطاقة المتجددة كبديل مستدام للوقود الأحفوري التقليدي. رغم فوائدها البيئية والاقتصادية العديدة، تواجه هذه الصناعة عددًا من التحديات التي تحتاج إلى معالجة لتحقيق الإمكانات الكاملة لها. أحد أهم هذه التحديات هو عدم تناسق توليد الطاقة وطلب الاستهلاك؛ حيث يعتمد إنتاج الطاقة الشمسية والرياح على الظروف الجوية، مما يؤدي إلى تقلباتٍ كبيرةٍ في العرض الطاقويّ.

تعمل الأبحاث حاليًا على تطوير حلول لتخزين الطاقة باستخدام البطاريات وغيرها من التقنيات الحديثة لضمان استقرار الشبكات الكهربائية وتلبية الطلب المستمر. بالإضافة إلى ذلك، تعد تكلفة تركيب وصيانة المنشآت الحالية عائقاً أمام الانتشار العالمي للطاقة الشمسية والرياح، خاصةً في المناطق الفقيرة أو ذات الدخل المتوسط. وبينما انخفض سعر الخلايا الضوئية بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، فإن خفض المزيد ستكون حاسمة لتسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

كما تلعب السياسات الحكومية دوراً محوريّاً في تشجيع استخدام موارد الطاقة البديلة لدعم نموها وتحفيز الشركات الخاصة للاستثمار بها. ومن الأمثلة البارزة هنا "هدف طاقة الرياح" الذي وضعته المملكة المتحدة عام ٢٠١٠ والذي حدد هدفَ زيادة قدرتها الحالية بمقدوره خمس مرات بحلول موعد نهاية عقد العشرينات الحالي. وقد أثمرت تلك السياسة زيادة بنسبة ١٥٪؜ في القدرة المركبة لطاقة الرياح بالمملكة منذ تطبيق الهدف الأولي لهذه الخطة حتى الآن. وعلى الرغم من تحقيق تقدّم ملحوظ إلا انه مازالت هناك حاجة قصوى لاتخاذ إجراءات أكثر جدية واستباقية للتغلب علي تحديات اليوم والحفاظ كذلك على تحقيق اهداف الغد بشأن الوصول إلي قيام مجتمع عصري قادر تماما لإدارة عملية تغير المناخ بأقل آثار جانبية ممكنة عليه .