حق النقض، المعروف أيضاً بـ "الفيتو"، هو سلطة فريدة تتميز بها خمس دول فقط ضمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذه الأعضاء الدائمون هم الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، المملكة المتحدة وفرنسا. يتمتع كل منهم بحق استخدام الفيتو لمنع القرارات بمجلس الأمن إذا رأوا أنها تتناقض مع مصالحها الوطنية. هذا الحق ليس بدون نقاش؛ فبعض الأطراف يرون أنه يعيق سير العملية الديمقراطية داخل المنظمة الدولية. لكن بالنسبة لهذه الدول الخمس، يُعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجيتها السياسية العالمية.
تُعد الولايات المتحدة أحد أقوى الدول سياسياً واقتصادياً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مما جعل لها دور رئيسي في رسم السياسات العالمية عبر مؤسسات مثل الأمم المتحدة. روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ما زالت تحتفظ بنفس القوة والحضور العالمي، معتمدة بشكل كبير على عضويته في مجلس الأمن لتأمين مصالحها الخاصة.
الصين، كأكبر دولة سكاناً وثاني أكبر اقتصاد عالمياً، تستخدم الفيتو لتعزيز موقعها الاستراتيجي المتزايد على المسرح الدولي. بريطانيا العظمى، رغم انخفاض تأثيرها مقارنة بالماضي، لا تزال تحافظ على مكانتها نتيجة لمكانتها التاريخية والدور البارز الذي لعبته سابقاً في الشؤون العالمية. وأخيراً فرنسا، بصفتها عضو دائمي آخر في المجلس، تستغل الفيتو لحماية مصالحها الأوروبية والعالمية.
على الرغم من أهميته للدفاع عن المصالح الوطنية لكل دولة، فإن وجود الفيتو قد أدى إلى اتهامات بأن مجلس الأمن غير قادر على التعامل بكفاءة مع الأزمات الدولية بسبب إمكانية تعثره بتعارضات بين هذه القوى العظمى. ومع ذلك، يبقى الفيتو رادعاً قوياً ضد التدخل الخارجي ويضمن نوعاً من التوازن فيما يتعلق بسيادة الدولة واستقلال قراراتها.
بالإضافة لذلك، يجدر بنا الانتباه إلى أن مفهوم الفيتو مرتبط ارتباطا مباشرا بالأمن الجماعي وبقدرة المجتمع الدولي على تحقيق السلام والاستقرار العالميين. إنه توازن حساس بين سيادة الفرد وحاجة الجميع للعمل المشترك لتحقيق الصالح العام.
