من بين كل زوايا الأرض، تستحق "أريحا" لقب الأكثر قدماً، فهي ليست مجرد موقع أثري هام فحسب، بل تحفة تاريخية تحكي قصة الإنسانية الأولى. تقع هذه الحاضرة الفلسطينية الرقيقة في وادي نهر الأردن، تحديداً شرق مدينة القدس، وقد تفردت بتاريخ طويل ومتنوع يعكس مراحل مختلفة لحياة الإنسان المبكرة. ترجع نشأة أريحا لأكثر من ١٠٠٠٠ سنة قبل الميلاد، مما يجعل منها واحدة من أولى المستوطنات البشرية المعروفة عالمياً.
تميزت أريحا بموقعها الاستراتيجي الذي جعل منها بوابة رئيسية للقوافل التجاريّة عبر التاريخ القديم. تربط الموقع بين سهول سهيل الخليل ووادي نهر الأردن والبحر الميت جنوباً، وهو ما منحها أهميتها الثقافية والتجارية الواضحة. تُعد أرضاً خصبة تتفاوت فيها درجات المناخ الطبيعية؛ فتكون بردّا لطيفاً خلال شهور الشتاء ومعتديلاً بغزارته أثناء أشهر الحرقة في المواسم البعلية. تصنف أحواض التربة الموجودة داخل حدود المدينة الثلاث الرئيسية ("الغورية") ضمن التصنيف الثلاثة التالي: شماليه وغربه مركزيه وجنب الجنوبيه .
كانت حضارة المنطقة جزءًا أساسيًا للنظام الاقتصادي المحلي المعتمد بشكل كبير علي الإنتاج الفلاحي كتوفير مختلف أشكال المنتجات الزراعية الضرورية والتي تضمنت أصناف متنوّعة من محاصيل موسميات السنوات كالحبوب المتعدد الأنواع وغلال اشجار متنوعــة مثل التبن وزيتـــــون وفاكهيـــة ذات ثمار حمضية بالإضافة لنبات الكرمة الملونة ومنتج تبغي المدخني إضافة لكثير غير ذلك الكثير....كما لعب القطاع اليدوي والصناع جانب ذůoء وظائف السكان سواء لصنع الأقمشة التقليدية وصناعات نحاس وغير معدينة أخرى واستثمار موارد طبيعية بحر ميت وصل مجاوراته.. كذلك كان هناك دور بارز لكل السياحه كون المكان يحظى بشعبية كبيرة لدى ملايين السائحين سنويآ ممن يرغبون بزيارة اماكن تاريخيه فريدة تتعلق بالعصور الاولانيه حتى وقتنا الحالي مثال : تلفريك مشهور ومشهوره عالميا بسبب نسبة اختلاطه وملوحته العالية جدا وهي لوحدها وجهة جذب سياحي (البحر الميت).
أما بالنسبة للابعاد التعبدية فأهم ابرز مناطق مقدسة هنا مسجد جامع محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك مسجد آخر مستخدَم لإقامة مراسم الاحتفالاتالدينية الإسلامية وفي نفس الوقت يوجد مكان مقدسChristiani خاص بناحية ديروهم الذين يشكلون أقلية بسيطة ضمن التركيبة السكانية العامة... وبالتالي فإن اتساع رقعة مواقع المقدسات المختلفة بمافيها تلك المرتبطة بالمذهب الاسلامي مثل تل سلطان الكبير المنذر بأن هذا الجزءالغربي لبادية الاردن له قصة طويلة جدعا جدعا ...! وكذلك قلعة بني عباس بالحجاج المبكرالتابعة لدولة خلفائية جديدة طبقا للتاريخ المكتوب بعد فترات متعثرة شهدتها منطقة اقليم بلاد الشام وسائرالعراق ..أيضا مازالت آثار عملية بناء مقامالنبي موسي قائمة وفعالة حتى يومنا الحاضر .... وعندما نتحدث حول التأثيرات الوراثية والمعماريية السابقة عليها يمكن رؤية هذه الآثار بجلاء مثالا واضحا لمنطقة تسمى درومهارتروم))