- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقاشًا عميقًا حول مدى قدرة العقل البشري على إدراك ذاته بكاملها. انطلقَ النقاش بناءً على تساؤل رئيسي تمحور حوله البحث وهو: هل يستطيع العقل إدراك ذاته بنسبة كاملة؟
بدأت المُشاركة الأولى من قبل غفران القيرواني حيث أشار إلى أن العقل قادر على إدراك الذات جزئيًا وليس بشكل تام. وأوضح أنه وفقًا للفلسفة الغربية والأبحاث الحديثة في علم الأعصاب، وعلى الرغم من قدرة الإنسان على مشاهدة وتحليل أفكاره ومشاعره، تبقى هناك حدود لما يمكن للمرء بلوغه عند محاولته استكشاف جوهر وعيه الداخلي. ويبدو أن النظرة العامة هنا تدفع باتجاه الاعتراف بصعوبة تحقيق الوضوح الكامل للأبعاد المختلفة للوجود الشعوري والنفسي لدى الإنسان.
ثم جاء ردّ سالم السوسي الذي أعرب فيه عن دهشته تجاه بعض الجوانب المتعلقة بالنظرية الأصلية. إذ كيف لمن يقول إنه محدود القدرة على التنقيب داخل الذات أن يؤكد أيضًا قيامنا بتلك العملية فعلياً؟ وفي هذا السياق، قدم مثالاً بسيطًا يدعم رؤيته القائلة بإمكانيات أفضل فيما يتعلق بحجم الاستيعاب المقترح لطبيعة تجارب المرء الداخلية والخارجية. فقد ذكر حالة المفاجأة المكتشفة حديثًا لرغبات جديدة وشعور غير مسبوق والتي تُعتبر دليلاً مؤشرات لاستخدام العقل لحساباته الخاصة لفهمه لأنفسهم حتى وإن لم يكن الفهم شاملًا تمامًا.
وقدّم عزة الجنابي رؤية مشابهة لسليم السوسي، موضحة أن تقييم القدرات العقلية لجسم الإدراك البشري ليس بالأمر التقاطعي المنفصل عن الواقع العملي اليومي للتجارب الشخصية والفردانية لكل شخص؛ فالاعتبار الواضح لبُعد قابلية التعلم والتطور المستدام للفرد –كما لاحظه الجميع– يعد مجالا مفتوحا أمام المزيد من الاكتشافات الجديدة واستكشاف تلك المساحات الغنية بالغموض والصمت الموجودة خلف واجهة الوعي العام للجسد الانسانِي. وفي نهاية المطاف ركز الحوار على ضرورة مواصلة التحقيق والسؤال العلميين بهدف توسيع نطاق الفهم الحالي حول ماهية قدرتنا الطبيعية كأساس لبناء حضارتنا الثقافية والمعرفية.
وفي المجمل، اتفق جميع المشتركين في المناقشة على قبول واقع تعددي يقبل بقصور النظرية المركزية للحظة واحدة مقارنة بتعدديتها المستمرة لدى الذات الإنسانية وفروع المعرفة المرتبط بها مباشرة مثل الطب النفسي والفلسفة.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات